مقابلة مع إيفان سوكولوف حول تدريب الفريق الأوزبكي الفائز بالذهب في الأولمبياد
الجراند ماستر إيفان سوكولوف هو أحد أفضل اللاعبين في العالم سابقاً، كان مدربًا للفريق الأوزبكي الحاصل على الميدالية الذهبية في الأولمبياد في تشيناي، الهند. تحدث المدرب الهولندي المولود في البوسنة لموقع Chess.com عن عمله مع اللاعبين المعجزات الذين علمهم وتعلّم منهم أيضًا.
لا يحتاج سوكولوف البالغ من العمر 54 عامًا الكثير لتقديمه لقرائنا الأكبر سنًا الذين شاهدوه يلعب في البطولات الكبيرة في التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين. لقد كان دائمًا ضمن أفضل 30 لاعبًا في العالم خلال هذين العقدين ولثلاث مرات احتل المركز الثاني عشر في التصنيف العالمي. من بين جميع الأساتذة الكبار الذين لم يصلوا أبدًا إلى المراكز العشرة الأولى، قد يكون سوكولوف واحدًا من أنجحهم. إلى جانب فوزه بالعديد من البطولات القوية (منها: هوغيفين وسيلفوس وسراييفو)، هزم خمسة من أبطال العالم في مباريات كلاسيكية: غاري كاسباروف وفلاديمير كرامنيك وفيشي أناند وفيسيلين توبالوف والشاب ماغنوس كارلسن.
ولد سوكولوف ونشأ في البوسنة، وقد فرّ مثله مثل الملايين من مواطنيه من أهوال الحرب في يوغوسلافيا في أوائل التسعينيات. استقر في هولندا في عام 1992، حيث كانت الشطرنج في ذلك الوقت أكثر شعبية مما هي عليه الآن، وكانت تحدث هناك خمس أو ست بطولات كبرى في السنة للأساتذة الدوليين. سهّل تصريح الإقامة في هولندا على سوكولوف السفر لحضور والمشاركة في البطولات حول العالم.
سوكولوف الآن مطلق ولديه ابنان في العشرينات من العمر، ويعيش حاليًا في أمستردام. كان يكسب رزقه كمدرب شطرنج منذ عام 2008. عمل في البداية مع أفضل المواهب من يوغوسلافيا السابقة (درّب كل من الأساتذة الكبار إيفان شاريتش و مارين بوسيوتشيتش من كرواتيا، و بوركي بريدوجيفيتش من البوسنة) ودرب لاحقًا الجراند ماستر الكبير بسكران أدهيبان من الهند و سالم صالح من الامارات.
جاء قرار سوكولوف بالتخلي عن مسيرته في الشطرنج كلاعب والبدء في وظيفة بدوام كامل كمدرب في الإمارات العربية المتحدة عام 2013، وهناك حكاية لطيفة وراء ذلك:
"في بداية عام 2013، كنت لا أزال أحظى بتقييم جيد 2663 ولعبت في بطولة تاتا ستيل، حيث كانت نتيجتي أسوأ بكثير من المراكز التي كنت أحصل عليها عادةً. كان تحضيري للبطولة جيدًا جدًا؛ وبعد بضعة أشهر فزت عدد من المباريات في الدوري الفرنسي بناءً على استعداداتي لبطولة ويك آن زيي. لقد كان عامًا مليئاً بالصعود والهبوط، في يونيو تلقيت عرض عمل من اتحاد الإمارات للشطرنج، كان يبحث عن شخص يمكنه أن يجعل سالم أفضل لاعب في العالم. أفضل لاعب شطرنج في هذا الوقت، كان تصنيف سالم في ذلك الوقت 2550-2560، وكان شابًا موهوبًا، وكانوا يريدون نقله إلى المستوى التالي في الشطرنج. لم أكن متأكدًا مما إذا كنت أرغب في الانتقال إلى دبي للحصول على وظيفة بدوام كامل براتب ثابت وحقيقة أنني لم أعد مالكًا لوقتي، وهي في رأيي أكبر ميزة لكوني لاعب شطرنج.
"بعد ذلك ، في نهاية شهر أغسطس، لعبت في بطولة فيينا المفتوحة، وهي بطولة ضخمة يشارك بها ما يقارب 600 لاعب. لقد دعوني وكنت الضيف النجم في ذلك الحدث، ولكنني في منتصف البطولة خسرت مباراة أمام لاعب شاب موهوب من تركيا تصنيفه حوالي 2400 (باتوهان داستان، أصبح الآن جراند ماستر). أنهيت البطولة بمجموع نقاط 6.5/9 وهو ما كان جيدًا لحصولي على مركز 16-30، وحصلت على جائزة مالية حوالي مائة يورو.
"ذهبت إلى المطار كنت متوجهًا إلى أمستردام، وقالوا لي في المطار:" الرحلة مكتظة. هل ترغب في الانتظار ساعتين أخريين للرحلة التالية؟ سوف ندفع لك تعويضًا 250 يورو ". وافقت، لكن بعد ذلك فكرت: هناك شيء خاطئ هنا. كنت ألعب بطولة مفتوحة لمدة 10 أيام وكانت الجائزة المالية 100 يورو، والآن سأنتظر لمدة ساعتين فقط وسأحصل على 250. هناك خطأ ما. أخذت النقود وطلبت زجاجة نبيذ وبدأت في تحليل موقفي. عندما انتهيت من التفكير، التقطت الهاتف واتصلت بدبي وسألت عما إذا كان عرضهم لا يزال ساريًا".
لذلك أخذت ذلك المال، وطلبت زجاجة نبيذ، وقمت بتحليل الموقف.
لا يشعر سوكولوف بالندم على قراره حتى يومنا هذا. سارت الأمور على ما يرام، حيث أثبت نفسه كمدرب ونتائجه تتحدث عن نفسها، والتي انتهت مؤخراً بحصوله على الميدالية الذهبية الأولمبية للفريق الأوزبكي في تشيناي.
عمل في الإمارات حتى صيف 2016، معظم عمله كان مع سالم الذي سرعان ما أصبح بطل آسيا. كما درب فريق الإمارات في أولمبياد ترومسو 2014، وهو أول أولمبياد له كمدرب. قبل ذلك، كان قد شارك في جميع الأولمبيادات بين عامي 1988 و 2012 كلاعب (يمثل يوغوسلافيا والبوسنة والهرسك وهولندا)، باستثناء أولمبياد دريسدن عام 2008.
العمل مع فيروزا
في عام 2016، قبل شهر ونصف من أولمبياد باكو استقال سوكولوف من عمله في دبي وبدأ بتدريب المنتخب الإيراني. استمر هذا التعاون حتى بطولة العالم للفرق عام 2019. حيث كان عمله في إيران على عكس عمله في الإمارات، فهو لم ينتقل إلى إيران، بل كان يسافر إلى هناك عدة مرات في السنة للقيام بدورات تدريبية تستغرق أسبوعين.
حيث احتلت إيران في أولمبياد باكو المركز الحادي عشر المشترك جنبًا إلى جنب مع دول عظيمة بالشطرنج مثل أذربيجان والصين. بعد ذلك بعامين حصل الفريق على المركز الخامس عشر أيضًا، بعد وقت قصير من فوزه بكأس الأمم الآسيوية 2018 متقدماً على الهند والصين. كان أحد لاعبي الفريق حينها هو الجراند ماستر علي رضا فيروزا، الذي انتقل لاحقًا إلى فرنسا وأصبح في النهاية أصغر لاعب على الإطلاق يكسر حاجز التصنيف 2800.
سوكولوف: "عندما أتيت إلى إيران في عام 2016 قبل شهر من الأولمبياد، كان في إيران جراند ماستر واحد هو إحسان قائم مقامي. كما وبدأت العمل مع بارهام مقصودلو، أمين طباطبائي، وأيضًا فيروزا، كلهم صغار جدًا وتصانيفهم حوالي 2400 في ذلك الوقت. أدركت أن لديهم إمكانيات كبيرة ولكن ما مدى حجمها، يصعب دائمًا الحكم على ذلك.
"ما لاحظته مع علي رضا منذ البداية، وهذا ما جعله مختلفًا عن باقي اللاعبين في الفريق بعض الشيء، هو أنه كان لديه تفاني كبير."
ما لاحظته مع علي رضا منذ البداية، وهذا ما جعله مختلفًا عن باقي اللاعبين في الفريق بعض الشيء، هو أنه كان لديه تفاني كبير.
"كان يبدأ التدريب من الساعة 10 صباحًا حتى 1 ظهرًا، ومن ثم كان لدينا استراحة لمدة ساعتين ونصف، ثم نستكمل من 3:30 إلى 6:30 مساءً. كنا جميعًا نقيم في فندق قريب جدًا من مبنى اتحاد الشطرنج."
"عادة بعد المنتصف الأول من التدريب كنت أحصل على استراحة وأذهب للمشي في حديقة، وأتناول الغداء وأجيب على رسائلي الإلكترونية الخاصة، وأعود إلى العمل لاستكمال النصف الآخر من التدريب بعد فترة الاستراحة. وفي ذلك الوقت كان يأتيني علي رضا ببعض المستجدات والأفكار بناءً على ما كنا ننظر إليه في فترة الصباح. نفس الشيء، عندما كنا ننتهي في المساء كان يأتيني بأفكار في اليوم الآخر في الصباح، حيث كان لاعبو الفريق يبدأون بالدردشة أو ممارسة ألعاب الفيديو في الاستراحة، لكن كان دائماً على رضا يعمل في ذلك الوقت اعتقد أنه كان يتدرب ربما 10 ساعات في اليوم."
تجربته مع الكمبيوتر
سوكولوف هو لاعب شطرنج ومدرب بشكل كلاسيكي ومؤلف كتاب (Winning Chess Middlegames). بالنسبة إليه فإن العمل مع جيل جديد من لاعبي الشطرنج، وخاصة أولئك الذين يدرسون باستخدام أجهزة الكمبيوتر، يمثل متعة وتحديًا في نفس الوقت.
"ما واجهته ليس فقط مع علي رضا ولكن أيضًا مع بعض اللاعبين الشباب الآخرين الذين عملت معهم، هو أنهم على سبيل المثال، يأتون باقتراح غير تقليدي لنوع معروف من المواقف-غير تقليدية على أساس المعرفة القديمة. كنت أقول عادةً، إذا نجح هذا، فأنا بحاجة إلى مقولة صديقي GM جان تيمان، الذي قال: "إذا نجح الأمر، فأنا بحاجة إلى تعلم الشطرنج مرة أخرى!" ثم يقولون لي: "لكن الكمبيوتر يعجبه ذلك الموقف". ثم كنا نقوم ببعض التحليلات، وأحيانًا يتضح أن الكمبيوتر كان خاطئًا، بمعنى أن التقييم يعمل فقط إذا كان اللاعبون هم كمبيوترات فقط. لكن بالنسبة للبشر يكون التقييم مختلفًا. "
يستشهد سوكولوف بالتشكيلة البيدقية التالية كمثال، والذي يظهر في العديد من الافتتاحيات، مثل الدفاع الاسكندنافي، دفاع كاروكان، الدفاع الفرنسي، دفاع السلاف، وما إلى ذلك.
"الخطة الشائعة هي إما أن تدفع b2-b4-b5 أو تحاول لعب d4-d5 لأن الأبيض يتمتع بميزة الفيلين في هذه الأنواع من المواقف. حيث خرج الفيل من مربع الـ c8 وتم تكسيره مقابل حصان الأبيض."
"كانت إحدى الأفكار الجديدة هي عدم فعل أي شيء في الوسط، ومحاولة التماسك والتأكد من عدم وجود اختراق سهل، والبدء ببساطة في دفع g2-g4-g5 و h2-h4-h5 والحصول على هذا النوع من الهجوم. هذه الخطة غير معروفة في الكتب الكلاسيكية لهذا النوع من المواقف، لكن فيما بعد اتضح أنها يمكن أن تنجح بسهولة".
مثال آخر هو خطة غير تقليدية للأبيض في تفريع من افتتاح دفاع الملك الهندي: لعب Kg1-h1 و Rf1-g1 و g2-g3، وبعبارة أخرى هذه الخطة تتعارض مع القول المأثور القديم، لا تلعب على الجناح الذي أنت أضعف به. يجب أن يقال أن هذه الخطة ليست جديدة تمامًا (حيث لعبها الجراند ماستر أليكس يرمولينسكي في عام 1997!)، كما لفتت انتباه اللاعبين الأقوياء وأحبتها المحركات.
قال سوكولوف: إذا كنت تقرأ الكتب القديمة فقط، يمكن أن تعتبر هذه الخطة مجنونة تمامًا. لكن طباطبائي جاء إلي وقال: أتعلم، جهاز الكمبيوتر الخاص بي أتى بهذه الفكرة، ولا أرى أي خطأ في ذلك. قلت له في البداية هذه الفكرة ليس لها أي معنى، ولكن بعد ذلك بدأنا العمل وأدركت أن الكمبيوتر كان على حق.
لدى سوكولوف طريقته الخاصة في التدريب باستخدام الكمبيوتر: لا ينبغي للاعب الشطرنج أن يختار أقوى نقلة من وجهة نظر المحرك، بل النقلة التي تؤدي به إلى مواقف يرغبها، قد تكون النقلة التي أحبها هي الخامسة بالترتيب بالنسبة للمحرك. سيكون من المفيد جدًا فهم ما لا يحبه الكمبيوتر بالضبط. "هذه هي الطريقة العملية بالنسبة لي، وبالطبع أتاح لي العمل مع لاعبي الشطرنج الشباب أن أفهم بنفسي كيف يعمل الذكاء الاصطناعي وكم مرة يمكن أن يضللك.
شرح سوكولوف ذلك بطريقة أخرى: "يمكن أن يكون لديك طريقتان. أولاً، يمكن أن يكون لديك عقلية تحاول تقييم الموقف بناءً على المعرفة العامة، من حيث البنية الهيكلية للبيادق، والمساحة، وميزة الفيلين، وأمان الملك، وإمكانية اختراق بيدقي، إمكانية تكسير القطع، هل أحصل على نهاية أفضل، أو على نهاية أسوأ، وبمجرد أن تنتهي من كل هذه العناصر، فإنك تحسب لمحاولة العثور على أفضل نقلة وتبرير حكمك على الموقف. ولكن بالطبع، يمكن أن يحدث العكس أيضًا حيث تقوم بحساب العديد من التفريعات وبناءً عليها تحاول التوصل إلى تقييم الموقف.
"أعتقد أنني أنتمي إلى الطريقة الأولى من حيث التفكير، وما زلت أعتقد أن هذه الطريقة أكثر تبريرًا، وهي تسهل عليك اللعب العملي والتعامل مع الموقف. لكن العنصر المباشر أصبح أكثر أهمية بكثير مما كان عليه في أي وقت مضى، ولهذا يمكننا أن نشكر أجهزة الكمبيوتر ".
تدريب أوزبكستان
خلال بطولة الشارقة الدولية للأساتذة، في مايو من هذا العام (حيث كان سوكولوف معلقًا وكان يلعب العديد من اللاعبين الأوزبكيين في تلك البطولة) اتصل به اتحاد الشطرنج الأوزبكي لتدريب المنتخب الوطني. حيث قام بتغيير خطته للعمل كمعلق في تشيناي، وافق وسافر إلى طشقند، أوزبكستان، في نهاية يونيو حيث التقى باللاعبين الذين تم اختيارهم لتمثيل المنتخب الوطني: نوديربيك ياكوبوف (20 عامًا)، جافوكير سينداروف (16)، ياهونجير فاخيدوف (27) وشمس الدين وحيدوف (20). ونوديربك عبد الستاروف (17) كان في ذلك الوقت يلعب في بطولة بيل وانضم إلى المعسكر التدريبي في وقت لاحق.
إذن كيف بدأ التدريب؟
قال سوكولوف "لقد راجعت مبارياتهم في الأشهر الـ 12 الماضية، ولم أنظر كثيرًا إلى الافتتاحيات. كنت أحاول أن أفهمهم أكثر كلاعبين، وكيف يفكرون". "كنت أريد فهم كيفية عمل أدمغتهم حتى أتمكن من مساعدتهم على اتخاذ الخيارات الصحيحة لأنفسهم. أيضًا كنت أحتاج إلى معرفة أنواع المواقف التي تناسب هؤلاء اللاعبين، وما هي" الثغرات" التي لديهم، وكيف يمكن أن أساعدهم بتجنب الوقوع في المواقف التي لا يحبونها.
"قلت منذ البداية، حتى قبل قبول عرض العمل:" لن أجعلهم يفكرون مثل محرك ستوكفيش بعمق 50 نقلة. أنا لا أفعل ذلك. ولكني سأساعدهم على أن يصبحوا لاعبو شطرنج أقوى، حيث يتخذ كل منهم القرار الصحيح، وربما تحديد الشيء الذي يحتاج كل منهم إلى العمل عليه."
حيث أعطى سوكولوف للاعبين الكثير من المواقف عن وسط اللعبة، سواء كانت من افتتاحيات محددة أو أنواع معينة من المواقف، وأيضًا ركز على المواقف التي يوجد بها عملية اتخاذ القرار. وقال إن قاعدة بياناته للمناصب جديدة بنسبة 70 بالمائة منذ الوقت الذي كان يعمل فيه مع الفريق الإيراني.
"ما عليك القيام به كمدرب للبقاء في صدارة اللعبة: استمر في تحديث قاعدة البيانات الخاصة بك لفهم تطورات منتصف اللعبة وأيضًا لفهم الأفكار الافتتاحية الجديدة لأن لاعبيك سيواجهونها في مبارياتهم. تحتاج إلى محاولة فهم تلك الأفكار ويجب أن يكون لديك رأي عنها. لا يمكنك أن تقول للاعب: لا أعرف شيئًا عن هذا الافتتاح. حيث يختلف الأمر عندما تكون مدرباً عما كان عليه عندما كنت لاعبًا، عندما كنت لاعبًا كنت ألعب فقط 1.d4 و 1...e5، لم أكن أهتم كثيرًا بما كان يحدث في افتتاحيات الناجدورف أو ويناوير الفرنسي. لم أكن مهتمًا على الإطلاق. الآن كمدرّب لا يمكنني تجنب هذه الافتتاحيات."
وصف سوكولوف أساليب لعب الفائزين بالأولمبياد على النحو التالي:
عبد الستاروف: "قريب من ماغنوس".
ياكوبوف: "لاعب متوازن".
سينداروف: "لاعب تكتيكي".
فاخيدوف: "منظّر ممتاز".
فوخيدوف: "في الغالب تكتيكي".
قال سوكولوف: "ما حدث ساعدني على فهم كيفية العمل معهم خلال الأولمبياد على اتخاذ الخيارات الافتتاحية الصحيحة". "لكن الأمر لم يكن دائمًا بهذه البساطة، على سبيل المثال، لم أكن سعيدًا عندما رأيت الموقف الذي نتج من افتتاح الملك الهندي الذي حدث في مباراة سينداروف مقابل الجراند ماستر براغناناندا في مباراتنا مع فريق الهند 2.
"التفريع الذي لعبه براغاناندا كان خيارًا رائعًا ضد سينداروف. لقد قام بتكسير البيدق على e5، وحصلوا على وضع متماثل نسبيًا حيث يمتلك الأبيض أفضلية صغيرة جدًا، والتي ربما لا تكون طموحة بشكل كبير للأبيض ولكن بالنسبة للاعب تكتيكي مثل سينداروف، كان من الصعب التعامل مع هذا الموقف، في حين أن لاعبًا تقنيًا، مثل براغاناندا، ربما كان يشعر براحة كبيرة. ما حدث في اللعبة هو أن الأسود كان يحاول لعب الموقف بطريقة تكتيكية، وهو الأمر الذي لم ينجح في النهاية. هذا مجرد أحد الأمثلة على الخيارات: لم تكن أفضلية الأبيض كبيرة على الإطلاق، لكن موقفه كان يناسبه بشكل أكبر".
في كرة القدم أو الرياضات الأخرى، هناك نقاش لا ينتهي حول مدى مسؤولية المدرب عن نتائج الفريق. كيف ينظر سوكولوف إلى دوره في نجاح أوزبكستان؟
"أعتقد كمدرب أنه يمكنك مساعدة اللاعبين بشكل أفضل إذا كنت يوماً ما في مكانهم. لم أفز بالميدالية الذهبية في الأولمبياد، لكنني حصلت على الميدالية الفضية (خلف روسيا، ولعبت على الطاولة الثانية في موسكو 1994 في أولمبياد البوسنة والهرسك). وحصلنا على المركز الأول في أبطال أوروبا عام 2005 (كنت ألعب ضمن فريق هولندا). وكما قلت، فقد هزمت العديد من أبطال العالم. بناءً على هذه التجارب، أعتقد أنني أستطيع مساعدة اللاعبين بشكل كبير. إذا اخترت بين زين الدين زيدان وخوسيه مورينيو، أو إذا كنت تأخذ المدربين الهولنديين، يوهان كرويف ولويس فان غال، فسأراهن على زيدان أو كرويف".
ويضيف سوكولوف: "لا أعرف ما هو تأثيري على اللاعبين الذين عملت معهم بالنسبة المئوية. لكني أعرف شيئًا واحدًا: نجاحاتي مع سالم ومع الفريق الإيراني والآن مع أوزبكستان ليست مصادفة. هذا هو ما أعرفه".
لم يكن سوكولوف يتوقع قبل الأولمبياد أنه يمكن أن يفوز الفريق الأوزبكي بالميدالية الذهبية في تشيناي حيث قال: "من الناحية الموضوعية، لا، لكنني اعتقدت أنه يمكننا التنافس على الميداليات. عندما كنت في طشقند، سُئلت عدة مرات عما إذا كانت الميدالية قابلة للتحقيق. قلت أن ذلك ممكنًا، لكنني لم أرغب في زيادة التوقعات بشكل كبير. ولكن لم أكن أتوقع أن فريق الولايات المتحدة قد يتعثر في البطولة، حينها بدأت أفكر فيما إذا كانت لدينا فرصة للتقدم على بقية الفرق.
"عند النظر إلى وضع الفرق، اعتقدت أننا محظوظون بعض الشيء لأن الهند اختارت ثلاثة فرق قوية لتنافس جميعها على الفوز في الأولمبياد ولم تختر فريقًا واحدًا للفوز. لأنه إذا اختاروا فريقًا للفوز، فمن الواضح أن جوكيش كان سيشارك في الفريق الأول: حيث كانت جميع الفرق الهندية الثلاثة قوية ولكنها جميعها يمكن هزيمتها، مثل هولندا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا على سبيل المثال.
"اعتقدت أن فريقنا كان أقل من التقييم الذي يستحقه، وتبين أني كنت محق لأن الفريق حصل على زيادة 80 نقطة إضافية بالتصنيف بشكل جماعي (84.4 على وجه الدقة)."
الطاولة | Fed | اللقب | اللاعبون | التصنيف | 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | النقاط | المباريات | تقييم الأداء | التصنيف +/- |
1 | GM | عبد الستاروف | 2688 | 1 | 1 | 1 | 1 | 1 | 0 | 1 | ½ | ½ | 1 | ½ | 8,5 | 11 | 2803 | 21,1 | |
2 | GM | ياكوبوف | 2620 | 1 | 1 | ½ | ½ | 1 | ½ | 1 | 1 | ½ | ½ | ½ | 8 | 11 | 2759 | 20,6 | |
3 | GM | سينداروف | 2629 | 1 | 1 | 1 | 0 | 1 | ½ | ½ | 1 | 0 | ½ | 6,5 | 10 | 2655 | 7,7 | ||
4 | GM | فاخيدوف | 2564 | 1 | ½ | 1 | 1 | ½ | 1 | ½ | 1 | 6,5 | 8 | 2813 | 25,1 | ||||
5 | GM | فوخيدوف | 2552 | 1 | ½ | 1 | 1 | 3,5 | 4 | 2755 | 9,9 |
"المرة الأولى التي توقعت فيها أننا يمكن أن نفوز بميدالية ذهبية كانت في الواقع خلال يوم الراحة لأننا قد لعبنا مع الولايات المتحدة، ولم يبدو أنهم سيفوزون بهذا الأولمبياد."
عندما سأل المحاور ممازحًا سوكولوف عما إذا كان يبقي لاعبيه بعيدين عن حفلة برمودا (حفلة تقليدية تقام دائمًا في الألعاب الأولمبية قبل يوم الراحة)، أجاب سوكولوف بنعم. "لقد كانوا متحمسين جدًا للذهاب إلى حفلة برمودا، لكنني أخبرتهم: 'بأنهم ممنوعين من الذهاب إلى هناك، لكنني سأعاقب نفسي أيضًا. سيكون هذا أول حفل برمودا منذ عام 1988 لن أحضره. لذا فأنا سأبقى في الفندق أيضًا مواساة لكم. حاولوا قليلاً بقولهم: "سنذهب لبضع ساعات فقط". لكني أجبتهم: 'يا رفاق، هناك مشكلة صغيرة واحدة وهي أنني لم أولد بالأمس. وكنت في عمركم في ذات يوم وأفهم شعوركم لكن لن يحدث ذلك'. وكان هذا قرارًا جيدًا".
في يوم الراحة أخبر سوكولوف فريقه أن فرص الفوز بالأولمبياد كانت حقيقية. وأوضح أيضا أن نتيجتهم 2-2 ضد الولايات المتحدة كانت نتيجة ممتازة، رغم حقيقة أنهم أضاعوا فرصة كبيرة للفوز. "قلت لهم: واحد، لن نلعب معهم مرة أخرى؛ اثنان، لدينا كسر تعادل أفضل، وهذا لن يتغير على الأرجح؛ وثلاثة، سيهزمون الفرق الأخرى من أجلنا بينما سنلعب مع الفرق التي في المرتبة الثانية في تلك اللحظة، في حين أنهم سيمهدون الطريق لنا. لكن كما نعلم، لم يسير الأمر بهذه الطريقة بالضبط".
اعترف سوكولوف بأن فريقه نال نصيبه من الحظ في مباراة الجولة قبل الأخيرة مع فريق الشباب الهند-2. قال: "كنا محظوظين بشكل لا يصدق لأننا لم نخسر عندما ضيع جوكيش موقفًا فائزًا تمامًا. كنت قد استسلمت بالفعل للخسارة 3-1 في هذه المباراة، لكن في مرحلة ما أدركت أن الحظ قد تحول لصفنا."
"كنا محظوظين جدًا لأن جوكيش لم يتقبل حقيقة أنه أضاع وضعاً فائزاً وأصبح الموقف متعادلًا، استمر يحاول الفوز بموقف متعادل، وحينها حالفنا الحظ في تلك المباراة."
إليكم تلك المواجهة المشؤومة بين جوكيش وعبد الستاروف مرة أخرى، والتي تم شرحها باعتبارها مباراة اليوم من قبل الجراند ماستر دافورين كولجاسيفيتش في تقرير الجولة العاشرة:
سوكولوف: "حتى قبل أن يخسر جوكيش القطعة، كان لدي شعور بأن عبد الستاروف سيفوز. كان لديه أفضلية هائلة بالوقت، ولديه لعب جيد. وهذا هو السبب في أنه من أسهل على الكمبيوتر الدفاع عن هذا النوع من المواقف السيئة أكثر من البشر. كيف يمكن لجوكيش أن يستحضر الموقف الذي كان لديه بالفعل قبل 20 نقلة في وقت سابق من المباراة؟ مستحيل تمامًا لأنه إنسان".
أثناء نشر هذا المقال، عاد سوكولوف إلى طشقند لمناقشة مواصلة عمله مع اللاعبين الأوزبكيين، كما ويبدو الآن أنه من المرجح أن يستمر. ومن المحتمل أن يتم الترحيب به في المطار كبطل.
عندما انتهت المباراة الأخيرة في الأولمبياد، تلقى أحد مسؤولي اتحاد الشطرنج الأوزبكستاني مكالمة هاتفية. كانت من قبل رئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف الذي هنأ لاعبي الشطرنج. لم يتمكن سوكولوف التأكيد عن صحة التقارير الإعلامية التي تشير إلى أن كل لاعب من لاعبي الفريق سيحصل على 55 ألف دولار وسيارة عند عودته إلى الوطن، لكنه أشار إلى أن بعض أعضاء الفريق حصلوا على أكثر من ذلك بكثير. تلقى سوكولوف نفسه مكافأة للذهبية الأولمبية المنصوص عليها في العقد.
سيقام الأولمبياد القادم بعد عامين من الآن في بودابست، المجر، حيث سيكون الشباب الأوزبكي أقوى وسيدخلون المنافسة بعقلية مختلفة تمامًا. اللعب كبطل مدافع سيكون وضعًا مختلفًا بالنسبة لهم. بعد ذلك بعامين، في عام 2026، سيقام الأولمبياد على أرض الوطن في طشقند - فازت أوزبكستان باستضافة الحدث في مؤتمر FIDE خلال هذا الأولمبياد.
تصحيح: ذكرت نسخة سابقة من هذا المقال خطأً أن إيران فازت ببطولة الفرق الآسيوية لعام 2016. تم تصحيح المقال وتم ذكر أنها فازت بكأس أمم آسيا 2018.