يوري أفرباخ 1922-2022
تُوفِي الجراند ماستر يوري أفرباخ، أقدم جراند ماستر في العالم، ومدرب، وحكم دولي، ومؤلف مسائل شطرنجية، وخبير في النهايات، وكاتب ، ومؤرخ، وعضو فخري في الاتحاد الدولي، وآخر مشارك على قيد الحياة في بطولة المرشحين الشهيرة في زيورخ 1953، بعد ثلاثة أشهر من بلوغه العام 100. حيث تم تأكيد وفاته من قبل اتحاد الشطرنج الروسي والاتحاد الدولي.
كان أفرباخ أحد اللاعبين الأقوياء القلائل الذين تمكنوا بالتزامن مع احتراف الشطرنج من الوصول إلى أماكن مهمة في نظريات الشطرنج والأدب والصحافة والتاريخ وسياسات الشطرنج.
حصل أفرباخ على الألقاب العديدة، باستثناء لقب بطل العالم في الشطرنج. قال: "ليس لدي شخصية البطل". "أنا باحث، ولست مقاتل أو 'قاتل' خلف رقعة الشطرنج. أنا مهتم بالتحليل".
أفرباخ: "لطالما كان صراع الأفكار بالنسبة لي أهم لحظة في لعبة الشطرنج لأنه في نقاش إبداعي تولد الحقيقة". الصورة: اتحاد الشطرنج الروسي.
ولد يوري لفوفيتش أفرباخ في 8 فبراير 1922 في كالوغا، وهي مدينة تقع على بعد 180 كيلومترًا جنوب غرب موسكو. كان والده يهوديًا ألمانيًا، بينما أسلافه يُدعون أورباخ، وكان يعمل في غابات كالوغا. كان يختار الأشجار المراد قطعها. كانت والدته معلمة للغة الروسية وآدابها بالإضافة إلى كاتبة.
في عام 1925 انتقلت العائلة إلى منطقة أفاناسيفسكي بالقرب من ميدان أربات في موسكو. كان أفرباخ مولعًا بالشطرنج منذ أن كان في الثالثة من عمره وبدأ يلعب اللعبة عندما كان في سن السابعة، في ذلك العام أرسلته والدته إلى المدرسة.
كان ذلك قبل عام من معظم الأولاد الذين بدأوا المدرسة في سن الثامنة آنذاك. شعر أفرباخ دائمًا أن هذا قد أثر على مصيره اللاحق بالكامل لأنه في عام 1939، عندما بدأت الحرب في أوروبا، تم إرسال جميع الشباب الذين أنهوا دراستهم إلى الجيش. ومع ذلك، كان أفرباخ أصغر من أن يصبح مجندًا ويمكنه مواصلة الدراسة في معهد بومان، مما منحه تأجيلًا للتعبئة في عام 1941، عندما دخل الاتحاد السوفيتي الحرب.
قال أفرباخ عن هذا الأمر: "كنت جزءًا من جيل مأساوي".وقال أيضًا: "مات العديد من الأصدقاء في الحرب، لكنني كنت محظوظًا. ليكون هذا مصيري، لم أفعل شيئًا من أجل هذا - هكذا كانت الحياة." تشير السجلات التاريخية إلى أن 93% من الرجال الروس الذين ولدوا عام 1922 ماتوا في الجبهة.
كان أفرباخ خلال الدراسة مغرمًا بالتزلج والهوكي وكرة الطائرة، ولكن في الغالب كان مغرمًا بالملاكمة. و في مرحلة ما، استحوذ الشطرنج على اهتمامه بالكامل.
أفرباخ وهو شاب. الصورة: الاتحاد الروسي للشطرنج.
خلال الحرب ، أكمل أفرباخ تعليمات الإنتاج في مصنع للقاطرات في كولومنا ، ومع طلاب آخرين ، تم إرساله إلى القاعدة المدرعة بالقرب من نارو فومينسك، حيث كان يعمل في إصلاح الدبابات والجرارات. خلال الأعوام 1941-1943 درس في إيجيفسك وعاد إلى موسكو في أبريل 1943.
قال أفرباخ في نهاية حياته: "لم يحظى الكثير من اللاعبين بامتياز العيش لفترة طويلة. فُقد جزء كبير من جيلي في الحرب". غالبًا ما كان يروي الحكاية حول استدعائه للتطوع في أكتوبر عام 1941.
رأى ضابط كبير السن حذائه القماشي وسأل: "هل تريد القتال بهذه الأحذية؟ اذهب بسرعة إلى متجر وابحث عن أحذية شتوية!" بحلول ذلك الوقت، كان طول أفرباخ يبلغ 1.90 مترًا (كان أيضًا لاعب كرة طائرة صاعداً في شبابه) وكان مقاس حذاءه 45. لم يستطع العثور على حذاء في أي مكان. في اليوم التالي بدأ العديد من المواطنين بالفرار من موسكو وانضم إليهم. قال: "لقد أنقذت مصيري".
في تلك السنوات كان يقضي الكثير من الوقت في لعب الشطرنج وحقق نجاحات كبيرة. في عام 1944 حصل على لقب USSR أستاذ في الرياضات.
أفرباخ على رقعة الشطرنج. الصورة: الاتحاد الروسي للشطرنج.
بعد التخرج، بدأ أفرباخ العمل في معهد أبحاث طيران الصورايخ، وعمل هناك لمدة خمس سنوات، وأعد أطروحة، واجتاز الحد الأدنى للترشح، ولكن في مرحلة ما قرر أن يكرس نفسه أخيرًا للشطرنج.
أخبر أفرباخ القصة بأن رئيس قسمه سأله ذات مرة كيف كان يجمع بين الشطرنج والعلوم.
قلت: بصراحة، العلوم تعيق الشطرنج، والشطرنج تتعارض مع العلوم. فكر وقال: "يمكنني السماح لك بالذهاب للعب الشطرنج لمدة عامين. إذا لم ينجح الأمر، فسأعيدك". وعندما أصبحت في عام 1954 بطلاً للاتحاد السوفيتي والمنافس على بطولة العالم، حُسم الأمر. في الواقع، هو دعمني في مسيرة الشطرنج الخاصة بي".
الحياة لم تكن سهلة في السنوات الأولى، كان يجني أفرباخ فقط نصف ما كان يكسبه من عمله السابق. حيث أن الأمور تحسنت عندما أصبح جراند ماستر في عام 1952. كان ذلك بعد ثلاث سنوات من أول نجاح كبير له في بطولة موسكو عام 1949، والتي فاز بها متقدمًا على لاعبين كبار مثل الجراند ماستر آندور ليلينثال و الأستاذ الدولي ياكوف ايسترن و الجراند ماستر فلاديمير سيماجين. وفاز أيضًا بالبطولة في عامي 1950 و 1962.
كان أفرباخ آخر مشارك ما زال حي في بطولة المرشحين لعام 1953 في زيورخ، وهي واحدة من أقوى البطولات في التاريخ. حيث تعتبر الكتب التي كتبها الجراند ماستر ديفيد برونشتاين وميغيل ناجدورف عن تلك البطولة من بين أفضل الكتب في أدب الشطرنج.
تأهل أفرباخ من خلال نتيجته الانتهاء من بين أفضل ثمانية لاعبين في بطولة سالتسجوبادن (ستوكهولم) 1952 بين المناطق، جنبًا إلى جنب مع الفائز بالبطولة الجراند ماستر أليكساندر كوتوف و الجراند ماستر مارك تايمانوف والجراند ماستر تيجران بيتروسيان و الجراند ماستر إفيم جيلر و الأستاذ الدولي ستاهيلبيرج والجراند ماستر لاسلو سابو و الجراند ماستر سيتوزار غليغوريتش. انضموا إلى برونشتاين الجراند ماستر إسحاق بوليسلافسكي ، الجراند ماستر فاسيلي سميسلوف،والجراند ماستر بول كيريس والجراند ماستر صمويل ريشيفسكي، ناجدورف والجراند ماستر ماكس إيوي.
المشاركون السوفييت بتروسيان ، كوتوف ، كيريس ، أفرباخ ، وجيلر. الصورة: الاتحاد الروسي للشطرنج.
أقيمت البطولة التي تتكون من 15 لاعباً بنظام دبل راوند روبن يلعبون 28 جولة، في الفترة من 30 أغسطس إلى 23 أكتوبر من عام 1953، وفاز بها سميسلوف، الذي تحدى الجراند ماستر ميخائيل بوتفينيك على لقب بطل العالم للعام المقبل. عاد أفرباخ إلى المركز العاشر مع بوليسلافسكي، وسجل عدد نقاط 13.5/30.
بطولة مرشحي زيورخ 1953 | الترتيب النهائي
Pts | 5 | 4 | 3 | 2 | 1 | 0 | 9 | 8 | 7 | 6 | 5 | 4 | 3 | 2 | 1 | الاسم | # |
18 | 1½ | 11 | 1½ | ½½ | ½½ | ½½ | ½½ | ½0 | 11 | ½½ | ½½ | 11 | ½1 | ½½ | سميسلوف | 1 | |
16 | ½½ | ½½ | 1½ | 01 | ½½ | ½½ | 1½ | ½½ | ½0 | ½½ | ½½ | 1½ | 11 | ½½ | برونشتاين | 2 | |
16 | 1½ | 11 | ½1 | 1½ | ½1 | ½1 | ½½ | 10 | ½½ | ½½ | ½½ | ½½ | 00 | ½0 | ريشيفسكي | 3 | |
16 | 11 | ½½ | ½1 | 1½ | 11 | 0½ | ½½ | ½½ | ½1 | ½½ | ½1 | ½½ | 0½ | 00 | كيريس | 4 | |
15 | 11 | 1½ | ½1 | 11 | ½½ | ½½ | 00 | ½½ | ½½ | 0½ | ½0 | ½½ | ½½ | ½½ | بيتروسيان | 5 | |
14½ | 11 | 0½ | ½½ | ½½ | ½½ | ½0 | 1½ | 1½ | 00 | 1½ | ½½ | ½½ | ½½ | ½½ | ناجدورف | 6 | |
14½ | ½½ | 01 | ½1 | 1½ | 01 | ½½ | 01 | ½0 | 11 | ½½ | ½0 | ½½ | ½1 | 00 | جيلر | 7 | |
14 | 01 | 0½ | 1½ | 10 | 00 | 1½ | 10 | ½1 | 0½ | ½½ | ½½ | 01 | ½½ | ½1 | كوتوف | 8 | |
14 | 11 | 0½ | ½0 | ½½ | ½½ | 10 | 01 | 10 | 0½ | 11 | ½½ | ½½ | 0½ | ½½ | تايمانوف | 9 | |
13½ | 00 | 11 | 0½ | ½½ | ½½ | 01 | 0½ | ½½ | ½1 | ½½ | 1½ | ½0 | ½½ | ½½ | إفرباخ | 10 | |
13½ | ½½ | ½1 | ½½ | ½0 | ½½ | ½½ | 11 | 10 | ½½ | ½½ | 00 | ½0 | ½½ | ½½ | بوليسلافسكي | 11 | |
13 | 1½ | ½½ | 1½ | ½1 | ½½ | ½½ | 01 | 0½ | ½½ | 00 | 0½ | 0½ | 10 | ½½ | سابو | 12 | |
12½ | 11 | ½1 | 0½ | ½½ | 1½ | ½1 | 0½ | ½0 | ½½ | ½0 | ½0 | ½0 | 0½ | 0½ | غليغوريتش | 13 | |
11½ | 1½ | ½0 | ½½ | ½0 | 00 | 1½ | 1½ | 10 | 1½ | 0½ | ½½ | 00 | ½½ | 00 | إيوي | 14 | |
8½ | 0½ | 00 | 0½ | ½½ | 11 | 00 | 10 | ½½ | 00 | 00 | 00 | 0½ | ½½ | 0½ | ستاهيلبيرغ | 15 |
بعد عام واحد من بطولة المرشحين، سجل أفرباخ نتيجته الرئيسية التالية، حيث فاز بالبطولة السوفيتية بنتيجة 14.5/19، بزيادة 1.5 نقطة عن الجراند ماسترز مارك تايمانوف و فيكتور كورتشنوي، مع بيتروسيان وجيلر والجراند ماستر سالو فلور أيضًا في الميدان.
كان أفرباخ واحدًا من فريق الاتحاد السوفيتي الذي لعب ضد الولايات المتحدة مباراة في عام 1954 في نيويورك. و بسبب فقدانه مباراة مع الأستاذ الدولي دونالد بيرن (بسبب كسر الساعة في غرفته)، دخل في شجار مع قائد الفريق الجراند ماستر ايجور بوندارفيسكي وتم استبعاده من الفريق لمدة عام لسلوكه غير الرياضي على الرغم من أنه كان بطلاً سوفيتياً.
في عام 1955 مع الجراند ماستر بوريس سباسكي، انضم أفرباخ إلى شباب العالم في أنتويرب (وبالتالي تجنب الأنشطة في الجيش) لأن مدرب سباسكي المنتظم الجراند ماستر ألكسندر تولوش قد كسر ساقه. فاز سباسكي، وعاد أفرباخ إلى المنتخب الوطني.
إنه مجرد مثال واحد على حياة ممزوجة بالنجاح والحظ والمأساة. ففي اليوم الذي عُرض عليه فيه العمل في اتحاد الشطرنج، أصيبت والدته بجلطة دماغية. وتوفي والده عندما أصبح بطلاً للاتحاد السوفيتي.
بحلول ذلك الوقت، كان أفرباخ مشهورًا للغاية حيث قدّم برنامجاً تلفزيونياً لمدة 16 عامًا يسمى "مدرسة الشطرنج". كان أيضًا معلقًا في بطولة العالم سميسلوف-بوتفينيك عام 1954
في بطولة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية عام 1956، تعادل أفرباخ في المركز الأول مع سباسكي وتايمانوف. أخذ الأخير اللقب بعد مباراة فاصلة بين الثلاثة.
المباراة من تدريب سرّي مع بوتفينيك في عام 1957.
تأهل أفرباخ إلى بطولة القارات 1958 في بورتوروز بفضل حصوله على المركز الرابع في البطولة السوفيتية عام 1958، حيث كان يفصله عن التأهل لبطولة المرشحين آنذاك أقل من نصف نقطة. تأهل الجراند ماسترز ميخائيل تال، وجليجوريك، وبتروسيان، وبال بينكو، وفريدريك أولافسون، وبوبي فيشر.
كتب تال في سيرته حكاية مضحكة عن مباراة خاطفة لعبها عام 1959 في بليد. "لقد نجحت في الفوز بها ، لكن ما بقي في ذهني شيء آخر: سهو فريد. لا أستطيع أن أتذكر الموقف تمامًا، لكن آلية الخطأ الفادح كانت على النحو التالي:"
"لقد كان دور الأسود للعب وعرض علي أفرباخ التعادل، لكنني قررت اللعب. لذلك رأيت أنه كان عليّ الدفاع ضد تهديد Bxh7 و Qxd5. لذلك دافعت ب h6؟؟ ردّ أفرباخ بـ +Bh7، لا بد أنك قد خمنت، ولم يعرض التعادل مرة أخرى".
بفضل فهمه الجيد للغة الإنجليزية ، تمكن أفرباخ من السفر إلى جميع أنحاء العالم، ولم يكن هذا هو الحال بالنسبة لجميع الجراند ماسترز السوفيت. حتى أنه ذهب إلى أمريكا الجنوبية وآسيا وأستراليا. في عام 1960 فاز ببطولة أستراليا المفتوحة وبطولة دولية في جاكرتا.
ومن الانتصارات الكبيرة لأفرباخ كان عام 1961 بطولة شليختر التذكارية في فيينا. لم يكن هناك في البطولة الجراند ماسترز السوفياتيين، لكن تسجيله لنتيجة 9/11 كانت مثيرة للإعجاب.
فاز ببطولة في ريو دي جانيرو في عام 1965 وأخرى في كرايستشيرش، نيوزيلندا عام 1967. وتعادل مع الأستاذ الدولي آرتر هينينجز في عام 1971 في بوخارست في المركز الأول، كما تعادل لأول مرة مع الجراند ماستر جان بلاشيتكا في البطولة التذكارية الثالثة عشر لروبنشتاين في عام 1975 في بولانيكا زدروي، بولندا.
.أفرباخ يلعب بلياردو. الصورة: الاتحاد الروسي للشطرنج
لم يعد أفرباخ محترفًا للشطرنج بعد عام 1962. لقد ترك الشطرنج مبكرًا في سن الأربعين. قال: "أدركت أنني لن أتطور، وكنت مغرمًا بالصحافة والتدريب". "وقد أحببت العمل مع الناس - هذه الميزة التي ما زلت أحصل عليها من عملي في المعهد".
شارك أفرباخ في الكثير من الأنشطة الصحفية خلال حياته، ابتداءً من عام 1958، حيث كان رئيس تحرير مجلة شطرنج موسكو، وفي عام 1962 أصبح رئيس تحرير مجلة شطرنج في الاتحاد السوفيتي إلى أن اندثرت مع الدولة في عام 1991. يقال أن فيشر تعلم اللغة الروسية ليتمكن من قراءة هذه المجلة.
لكن في ذلك العام ، بدأ العمل بمجلة جديدة تسمى "جريدة الشطرنج" ، والتي أعيدت تسميتها للشطرنج في روسيا عام 1998. كان أفرباخ رئيس تحرير أيضًا في نشرة شطرنج للأعوام (1962-1991)، وكان خلال الأعوام 1981-1991 نائب رئيس التحرير في موسوعة قاموس الشطرنج.
في عام 2007 أسست المكتبة الوطنية الروسية العامة للعلوم والتكنولوجيا مجلس ثقافة ومعلومات الشطرنج، والذي أعيدت تسميته فيما بعد بمركز الشطرنج. في البداية ، كان أفرباخ أحد الرؤساء، ولكن اضطر إلى ترك هذا العمل بسبب سنه. ومن ثم واصل عمله كمستشار علمي للمركز.
قال أفرباخ: "كنا نتطلع إلى جذب كبار السن إلى اللعبة". وقال أيضًا: "لا يجب أن يلعبوا في بطولات صعبة، بل يجب أن يقضوا وقتهم في حل الألغاز الشطرنجية." وأيضًا: "إن الدراسات الشطرنجية تساعد في الوقاية من مرض الزهايمر. إذا كان عمرك أكثر من 70 عامًا، فقد تكون ضغوط البطولة خطيرة على صحتك. لكن الموقف الهادئ والتفكير في لعبة الشطرنج مفيد للغاية، خاصة عندما تكون كبيرًا في السن. ومن المهم أيضًا اتباع أسلوب حياة صحي مع الكثير من التمارين".
كان أفرباخ يذهب للسباحة كل يوم تقريبًا إلى أن بلغ من العمر 87 عامًا. قال أفرباخ: إن "العمل الجاد" هو سر طول عمره.
.أفرباخ يستعرض مسألة شطرنجية في موسكو في يوليو 2016
كان أفرباخ بارعًا في كلٍّ من مرحلة الافتتاح والنهايات. عمل كمتخصص ثان لسباسكي و تال و بوتفينيك وكيريس و سميسلوف وحتى كاسباروف بصفته متخصصًا في الافتتاح.
في افتتاح دفاع الملك الهندي بعد d4 Nf6 2.c4 g6 3.Nc3 Bg7 4.e4 d6 تُعرف الحركاتBe2 0-0 6.Bg5 5 باسم تفريع أفرباخ. استخدمها في لقائه الوحيد مع فيشر في بطولة انترزونال 1958 في بورتوروز. انتهت المباراة مبكرًا وبشكل مفاجئ، حيث وقع كلا اللاعبين في ضيق وقت.
وقال أفرباخ: "فجأة عرض فيشر عليّ التعادل الذي كان مخالفًا تمامًا لطبيعته". "في موقف غير واضح والاضطرار إلى الوصول إلى النقلة 40 قبل أن نحصل على مزيد من الوقت، وافقت. بعد المباراة، سمعت الناس يسألون فيشر لماذا عرض عليّ التعادل. قال:" لأنني لم أرغب في الخسارة أمام سيد كبير. وعندما تم طرح نفس السؤال علي، أجبت: "لأنني لا أريد أن أخسر أمام صبي!"
برز أفرباخ في مجال الدراسات الشطرنجية لمرحلة النهايات، وقام بنشر المئات من تلك الدراسات، حيث أن الكثير منها ساهم بشكل ملحوظ في تطوير مرحلة نهاية اللعبة. كتب أفرباخ بضع عشرات من الكتب، أشهرها نهايات الشطرنج المكونة من ثلاثة مجلدات، والتي تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات.
كانت الخطة كتابة تلك الكتب بالتشارك مع بوندارفيسكي وكيريس، لكن سرعان ما أصبح الأخير منافسًا لبطولة العالم، حيث بدأ بوندارفيسكي بتدريب جيلر، ومن ثم سميسلوف وسباسكي. حيث نجح أفرباخ مع بعض المساعدين في إنهاء الكتاب ذلك، والذي أعيد إصداره بعد 20 عامًا بمجلدين إضافيين.
واحد من كتب النهايات المشهورة لأفرباخ.
ربما يكون من غير المعروف أن أفرباخ كان أيضًا كاتبًا نشطًا عن تاريخ الشطرنج. لقد كان أحد لاعبي الشطرنج الأقوياء القلائل الذين قالوا شيئًا ذا مغزى عن تاريخ لعبتنا مكتوبًا بأسلوب واضح ومقروء. مثال على ذلك كتابه "تاريخ الشطرنج من شاتورانجا حتى يومنا هذا"، ويعتبر هذا الكتاب أكبر إنجاز له تم نشره في عام 2012 من قبل دار نشر مشاريع راسل.
قسّم أفرباخ لاعبي الشطرنج إلى ست مجموعات، مع أمثلة عن اللاعبين الذين يمثلون كل مجموعة:
- الملاكمين، الذين يريدون تدمير خصومهم: بوتفينيك، كورتشنوي، كاسبارووف وكارلسن.
- المقاتلين: شتاينتز، لاسكر، برونشتاين، مورفي، أليخين وسميسلوف.
- الجراند ماسترز، هم الذين الشطرنج بالنسبة لهم فقط رياضة وبعد إنتهاء المباراة يرجعوا إلى حياتهم الطبيعية: كيريس، كابابلانكا وإيوي.
- أناس يهتمون بكل شيء، لعب الشدة والدومينو ...إلخ : كاربوف وبتروسيان وجيلر.
- الفنّانون: تال، كابابلانكا، سيماجين وأليخين.
- الباحثون: شتاينتز، فاين، إيوي وصنّف أفرباخ نفسه ضمن هذه الفئة.
كان من الصعب جدًا التغلب على أسلوب أفرباخ الصلب من قبل اللاعبين الهجوميين. مثال على ذلك الأستاذ الدولي رشيد نجم الدينوف، الذي كتب عنه أفرباخ، "إذا كان لديه هجوم، يمكن أن يقتل أي شخص، بما في ذلك تال. لكن نتائجي ضده كانت شيئًا مثل 8½–½ لأنني لم أعطه أي فرصة للعب النشط. في مثل هذه الحالات، سيبدأ على الفور في إفساد وضعه لأنه كان يبحث عن تعقيدات".
شغل أفرباخ منصب نائب رئيس اتحاد الشطرنج السوفيتي خلال الأعوام 1962-1972، وكان الرئيس خلال الأعوام 1972-1977، وعاد مجددًا نائباً للرئيس بعد ذلك بسنوات عديدة. وكان أيضًا الحكم الرئيسي في أول مباراة بين كاربوف وكاسباروف عام 1984، وكذلك في مباراة كاسباروف ضد شورت في لندن عام 1993 ومباراة كاسباروف ضد كرامنيك في لندن عام 2000.
كان أفرباخ عضوا في اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي من عام 1978 إلى عام 1982. وكان عضوًا في اللجنة المركزية للاتحاد الدولي للتنمية الاقتصادية خلال الأعوام 1978-1986، وكذلك كان رئيسًا للجنة تأهيل الاتحاد والرئيس المشارك للجنة مساعدة الدول النامية. وخلال الأعوام 1986-1991 كان رئيسًا للجنة الاتحاد الدولي للدعاية والصحافة.
استمر أفرباخ باللعب كلاعب نشط حتى بلغ من العمر 83 عامًا. وفي نفس الوقت تقريبًا توفيت زوجته التي بقيت معه لمدة 59 عامًا.
في سبتمبر 2017 وبعد بلوغه سن 96 عامًا، لعب أفرباخ ما كان على الأرجح آخر مباراة تم نشرها له ضد ميشا أوسيبوف البالغ من العمر أربع سنوات، وهو حدث حضره أيضًا سباسكي والجراند ماستر سيرجي كارجاكين.
أفرباخ مع أوسيبوف في سبتمبر 2017. الصورة: ماريا إميليانوفا/Chess.com.
نجا أفرباخ من مرض كوفيد-19 في الصيف الماضي، وقبل ثلاثة أشهر فقط، في الثامن من فبراير بلغ من العمر 100 عام، كأول جراند ماستر على الإطلاق يصبح مئويًا. في مقابلة مع موقع Chess.com، قال إنه لا يزال يشارك في الشطرنج ولكن بدرجة طفيفة فقط.
وقال: "لسوء الحظ ، ساء بصري وسمعي بشكل كبير في السنوات الأخيرة، لذا لا يمكنني الآن العمل على الكمبيوتر كما كنت من قبل". "أحيانًا أقابل زملائي وأشاركهم الأفكار التي تتبادر إلى ذهني. أحيانًا أقوم بتحليل مواقف نهاية اللعبة. أفهم أنه في عصر الكمبيوتر هذه التحليلات ليس لها قيمة عملية، لكن هذا النشاط يساعدني في الحفاظ على ذهني حادًا."
في 4 مايو، قبل ثلاثة أيام من وفاته، حصل أفرباخ على وسام الشرف بمرسوم من رئيس الاتحاد الروسي "لمساهمته الكبيرة في تطوير ونشر الشطرنج الروسي والدولي وسنوات عديدة من العمل الجاد."
بقي من أفرباخ ابنته والتي تزوجت من تايمانوف لمدة 10 سنوات. الجراند ماستر الأقدم الآن الذي ما يزال حيًا هو الجراند ماستر الصربي أليكساندر ماتانوفيك مؤسس دار النشر Chess Informant.