11 فكرة تعلمتها من تجربتي مع الشطرنج. "طارق ناصر"
هذه الأفكار كنت أكتبها كلما ألعب الشطرنج، هي عصارات ساخنة سكبتها مباشرة بعد أن كانت طازجة جاهزة، كلها أفكار نتجت عن أخطاء عديدة ارتكتبها ولازلت أرتكب المزيد منها.
الشطرنج نسخة طبق الأصل للحياة! قد تأتيك أفكار حياتية أثناء قراءتك لهذه الكلمات، لا تستغرب ما يجري في الشطرنج يشبه تماما ما يجري في الحياة. لذلك وقعت في عشق القطع السوداء والبيضاء.
1) راجع خطتك مرتين وأضف الثالثة كـ Bonus
في الشطرنج يجب أن تراجع حركتك القادمة جيدا، تراقب هل هناك من يستطيع أكل قطعتك؟ هل حركتك سليمة؟ هل تحفها المخاطر؟ هل هي أصلا صحيحة؟ ما الذي تستفيد منها؟ هل ستخسر أكثر مما تربح عندما تحرك الحركة؟
عدم التسرع والتريث أحد سمات الشطرنجي، خاصة عندما تكون الحركة غير متأكد منها، جاءت كلمحة وطبقت مباشرة، هذه الحركات السريعة غالبا ما تؤذي إلى ما لا يحمد عقباه. راجع حركتك مرتين ولو كنت متأكدا في أول الأمر أنها صحيحة، تفادى شعور المعرفة المتأخر ” آه نسيت!”.
2) راقب تحركات الخصم
حركات الخصم مهما كانت تافهة ستحدد مصيرك ومصير حركاتك، حاول أن تحلل حركته جيدا ولو كنت تعتبرها تافهة قد تكون هي نهاية اللعبة بأكملها. اقرأ أفكار الخصم، وحاول دائما أن تفعل ذلك حتى تتعود على الأمر وتصبح مقاوما لأي حركة مفاجئة.
3) صوّب كل تركيزك نحو اللعب
لا تفتح خمسين تبويبة بجانب لعبة الشطرنج، وتحرك حركة ثم تعود لتصفح الفيسبوك أو تويتر أو غيره، لأنك بعد أن يحرك الخصم حركة ما ستسرع لحركة تافهة وترجع بسرعة لفيسبوك ثم ترجع فتجد الكارثة قد حلت. لذا لا تشتت نفسك، والشطرنج بحد ذاتها تدريب للتركيز، فاستغل ذلك وابتعد قليلا عن جو التشتيت.
4) راقب كل قطعك قبل أي حركة
قبل أي حركة تقوم بها، راقب قطعك، هل هي مستهدفة، هل عندما تحرك قطعة ما ستصبح مستهدفة، هل أصبحت قطعة ما مستهدفة وأنت غفلت عن ذلك؟ كن متيقظا وحارسا لكل القطع، قد تغفل في ثانية وتجد نفسك فقدت قطعة مهمة. وخاصة القطع المهمة، قم بمراقبتها جيدا، لأن الخصم غالبا يستهدف القطع المهمة مثل الملكة، القلعة وغيرهم.
5) لا تستسلم ولا تيأس
قد تخطئ وتفقد قطعة مهمة وتيأس، هناك من يفقد الملكة مثلا ويستسلم ويتوقف اللعب، لا بل أكمل وحاول استرجاع قواك والانتقام. قد تفوز في آخر المطاف بدون ملكة. وقد جرت لي العديد من المرات، الملكة ليست نهاية اللعبة، اجعل من فقدانها نقطة قوة لكي تركز أكثر. فاجئ الخصم أنك مستمر في اللعب، لأنه سيتوقع أنك ستتوقف، ثم تفاجئه وستختلط عليه الحسابات ويظن نفسه أخذ الـ Advantage ثم تبدأ الأخطاء التافهة وتسترد حقك. هذا إذا جرت الأمور على أحسن حال طبعا.
6) كن مستعدا للتضحية
قد تضحي بالملكة أحيانا من أجل أن تنهي اللعب نهائيا، لا تحتفظ بالقطع كأن نهاية العالم ستقع إن فقدتها. كن جاهزا للتضحية عندما يلزم الأمر. لأنه الاحتفاظ بالقطع كأنها أشياء ثمينة لا يجب التخلي عنها، قد يؤذيك في الأخير، الملكة القلعة أو أي قطعة ثمينة أخرى، يمكن أن تعرضها للفقدان من أجل الفوز، لهذا جهز نفسك دوما للتضحية.
7) مخططات مرنة قابلة للتغير باستمرار
قد تضع خطة، وهذا جيد، وربما هي نصيحة بحد ذاته أنه يجب أن تضع خطة لا تلعب هكذا وفقط، لكن تلك الخطة يجب أن تتغير باستمرار حركة واحدة من الخصم لو تطبق فيها نفس الخطة ستخسر، حركات الخصم تؤثر كثيرا في الخطة، ستتغير مرارا وتكرار. لا تحتفظ بخطة واحدة، كن جاهزا لتغيير خطتك. وعندما تتوقع ما سيفعله الخصم، حينها ستعرف أن بعد هذه الحركة ستتغير الخطة إلى كذا وإن فعل كذا فخطتي ستصبح كذا وهكذا…
8) لا تكرر أخطائك
الشطرنج لعبة الأخطاء، ستخطئ ثم ستخطئ، احرص دائما أن تتذكر هذه الأخطاء، مع الوقت سيتكون لديك عقل يحفظ الأخطاء. فقبل أن تحرك قطعة ما ستتذكر أنك أخطأت ذلك الخطأ عندما قمت بنفس الحركة مسبقا، فتتراجع عنها. وهنا تظهر فكرة أخرى وهي:
9) مارس ولا تتوقف
كما قلت العبد خطاء في الشطرنج، والممارسة المستمرة هي التي تجعلك تتعلم وتكون لديك عقلية محصنة من الأخطاء. ستكرر نفس الأخطاء، ستيأس، ستمل، ستخطئ من جديد، لكن لا تتوقف! لأنك إنسان في الأخير ستخطئ ثم ستخطئ ثم ستخطئ، الفارق هنا هو مدى تعلمك من الأخطاء وعدم تكرارك لها مستقبلا.
10) العب بهدوء
لا تنفعل عندما تلعب، لحظات الانفعال والغضب هي التي يخطئ فيها اللاعب غالبا، تحس بنشوة الانتقام لكن ستخسر أكثر. العب بكل هدوء حتى لو أغضبك الخصم بسبب حركة ما ذكية منه جعلتك تفقد قطعة مهمة، الهدوء والحفاظ على تركيزك أهم أمر يجب عليك التركيز عليه أثناء اللعب.
11) لا تلعب وأنت متعب
الشطرنج لعبة تتطلب التركيز، العب في الصباح الباكر، أو لنقل فترة الصباح كمثال، لا تلعب مثلا بعد أن تعود من العمل، من جهد كبير في الدراسة… تذكر دائما، إن فقدت تركيزك حسم الأمر، والتركيز دوما يحزم حقائبه ويرحل عندما يعلم أنك متعب. العب وأنت في كامل نشاطك وستجد أنك تعلب بشكل أفضل.
ما ذكرته كله يمكن أن تطبقه على الحياة بصياغات مختلفة، أترك لك الحرية الفكرية في صياغة تصوراتك حول هذه الأفكار.